اكتشف هذا القسم
مملكة البحرين عبارة عن مجموعة من الجزر المنخفضة الواقعة في الخليج العربي قبالة الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية. ويعكس اسم "البحرين" طبيعتها الفريدة التي تجمع بين ينابيع المياه الصافية و مياه البحر المالحة.
وقد حققت البحرين، التي ربما يكون الجانب الأكثر شهرة عنها هو تاريخ حضاراتها المتعاقبة، على مدى 5000 عام مكانة متميزة كدولة نشطة تقدمية في المنطقة من حيث الاقتصاد والرؤية ونمط الحياة. وتحتل البحرين موقعاً استراتيجياً في قلب طرق التجارة القديمة بين الشرق والغرب، ولذلك فهي متمرسة تماماً في مجال التجارة، كما اعتاد شعبها التنوع الثقافي.
وتبوأت البحرين في أوائل القرن العشرين موقعاً مرموقاً كمركز مهم لتجارة اللؤلؤ الدولية نظراً لكونها موطناً لاستخراج اللؤلؤ عالي الجودة. وأصبح اللؤلؤ النفيس القوة الدافعة الرئيسية وراء نمو البحرين الاقتصادي لعقود عديدة، إذ كان يجتذب التجار لهذه الجزيرة الصغيرة من شتى بقاع الأرض. وكان هذا الاحتكاك عنصراً حاسماً في تمكين البحرين من التقدم وشجع على ثقافة تأسيس الأعمال وإدارتها وعلى الانفتاح والتعلم. وبفضل التجديد اتضحت الرؤية، ورغم أن مملكة البحرين اليوم ليست الأكثر ثراء بالمقارنة بالدول المجاورة لها، إلاّ أن هذه الرؤية ترجمت إلى نظام اقتصادي من أكثر النظم تنوعاً في المنطقة ومجتمع من أفضل المجتمعات تعليماً ونمط حياة يتميز بالراحة.
والبحرين دولة فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. فبالإضافة إلى المناخ الاقتصادي المستقر والتكاليف التنافسية ستجد فيها ثقافة صديقة للأعمال إلى حد كبير وترحب بالاستثمار الأجنبي.
على مدى العصور التاريخية السابقة، كانت البحرين دائماً بوابة بين الشرق والغرب من خلال كونها نقطة ترانزيت للقوافل التجارية القديمة ومركزاً إستراتيجي لمنطقة شمال الخليج. وقد لعبت الخدمات الجوية التي بدأت في أوائل عقد الثلاثينات من العام الماضي، دوراً هاماً في صياغة تطور البنية الأساسية للبحرين واقتصادها.
وصلت أول رحلة جوية منتظمة إلى البحرين في شهر أكتوبر 1932 وذلك في طريقها من لندن إلى دلهي. وكانت الطائرة تحمل على متنها 24 راكباً واستغرقت الرحلة عدة أيام مما ترتب على ذلك توقفات متكررة في الليل والنهار . مع هذا كانت الرحلة الأولى المنتظمة إلى البحرين وهي الأولى في منطقة الخليج العربي.
وقبل بدء تقديم الخدمات المنتظمة، كانت الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية المعروفة في ذلك الوقت باسم BOA والتي تسمى حالياً بالخطوط الجوية البريطانية BA ، قد شغلت عدة رحلات عرضية إلى منطقة الخليج العربي في أواخر العشرينات قبل البدء بالخدمات المنتظمة. وطبقا للسجلات، فإن الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية هي الشركة الأولى التي شغلت رحلات إلى البحرين وكان ذلك في أغسطس 1927 عندما أجر تاجر لؤلؤ في البحرين من عائلة القصيبي طائرة من نوع دي هافيلند من بغداد إلى البحرين، وحتى لهذه الرحلة القصيرة نسبيا توقفت الطائرة ليلة واحدة في البصرة.
أصبحت الطائرة التي من نوع دي هافيلند هي طائرة المسافات الطويلة نسبياً للخطوط الجوية الإمبراطورية واستعملت على الطريق بين المملكة المتحدة والهند بعد أن بدأت شركة الطيران خدمات محددة عن طريق البصرة والبحرين والشارقة، والكويت كنقطة اتصال اختيارية. وفي 1936 تم التشغيل إلى البحرين بمعدل رحلتين في الاسبوع .
وفي عام 1937 سلط ضوء الملاحة الجوية على الطائرات المائية وكانت البحرين في ذلك الوقت من أوائل رعاة هذه الخدمة نسبة إلى سعة سواحلها المائية، وقد استمرت هذه الخدمة على هذا النوع من الطائرات لفترة قصيرة فقط. حيث كان المهبط المائي يقع في المنطقة الممتدة من نادي المارينا حالياً إلى ميناء سلمان، وبجانب هذه المنطقة تم بناء مبنى للمسافرين عرف باسم مطار البحرين المائي، وكان في منطقة القضيبة بالقرب من مبنى البرلمان و كان قريباً من اليابسة لعبور الركاب.
وكانت شركة الطيران الإمبراطورية البريطانية BOAC تسير ثلاث رحلات أسبوعياً منتظمة بالطائرات المائية عبر البحرين إلى كل من كراتشي، وسنغافورة، وهونغ كونغ، ومدينة سيدني الاسترالية. استمرت خدمات الطائرة المائية إلى البحرين حتى أوائل الخمسينات، فقد توجهت الأنظار من قبل شركة BOAC للعودة إلى الأشكال الأكثر تقليدية في النقل الجوي بدلاً من الطائرات المائية، وذلك من اجل زيادة سعة حمولة المسافرين، ومن هنا بدأت عودة طائرات الركاب التجارية للعمل عبر اليابسة من مطار المحرق، وقد استخدمت BOAC طائرة بأربع محركات للعمل عبر البحرين، والتي باستطاعتها أن تحمل بحدود 60 راكباً.
وبسبب الطلب المتزايد على خدمات الشركة عبر مطار البحرين في ذلك الوقت، فقد سيرت الشركة 3 رحلات منتظمة في الأسبوع قادمة من أنحاء أوروبا إلى البحرين. وأصبح عام 1950 من أهم الأعوام في تاريخ مسيرة مطار البحرين الدولي، وكذلك لتاريخ طيران التجاري المنتظم في البحرين. وفي العام نفسه تأسست أول شركة طيران محلية جديدة أسمها جلف أفييشن والتي تعرف الآن بشركة طيران الخليج. فقد اشترت شركة جلف أفييشن طائره واحدة مستخدمة من نوع أنسون مارك، التي بدأت عملها بها واستعملتها للخدمة إلى الظهران . لكن في غضون سنتين تم زيادة عدد أسطول الشركة إلى أربعة طائرات من نوع دي سي 3 للاستعمال على شبكة التشغيل السريعة بسبب نمو عمل الشركة عبر الخليج العربي .
مع هذا التطور في حركة الطيران أكدت البحرين على موقعها المحوري و الدولي في صناعة النقل الجوي، لامتلاكها في ذلك الوقت أحدث المطارات والأكثر تقدما في الخليج، وذلك لوجود مدرج هبوط جديد مزود بالإضاءة الليلية، وبرج مراقبة جوية مجهز بمختلف أنواع الاتصالات، والسيطرة الجوية على إقليم البحرين لمعلومات الطيران الشاسع، ووسائل اتصال ومطاعم للمسافرين العابرين. وهو في ذلك الوقت أول مطار بدأ بجذب شركات الطيران الإقليمية والعالمية مثل شركة طيران الشرق الأوسط ، طيران الهند ، طيران سيلان وخطوط إيران الجوية.
في 1954 تم رسميا تدشين مركز المراقبة الجوية في البحرين لتغطية الملاحة الجوية وتقديم خدمات المراقبة الجوية للطائرات العابرة عبر مجال الخليج الجوي، وتم تركيب منارات ملاحية حديثة وأجهزة اتصالات في هذا المركز. مباشرة بعد هذا الحدث، دخلت البحرين عصر الطائرات النفاذة أولاً بوصول طائرة من نوع كومت، وبعدها بدأ التشغيل بطائرات البوينغ 707 .
خفضت هذه الأنواع من الطائرات عدد التوقفات التي كانت في السابق تقوم بها في الرحلات الطويلة. وأصبحت البحرين نقطة رئيسية للطائرات النفاثة بين أوروبا والشرق الأقصى. الاهتمام المتزايد بحركة الطيران أدى إلى افتتاح مبنى للمسافرين جديد وكان ذلك في ديسمبر / كانون الأول من عام 1961، والمرحلة الثانية كانت في عام 1971، كما أن في هذا العقد من الزمان تطورت حركة الطيران بشكل عظيم بسبب وصول طائرات بوينغ 747 العملاقة التي تسع 400 مسافر.
من الواضح أن مسؤولية مطار البحرين كمحور طيران إقليمي ومركز عبور استراتيجي ادعت التوسيع، ففي عام 1971 ديسمبر / كانون الأول. تم إضافة مواقف جديدة للطائرات يمكن أن تسع لـ 4 طائرات من نوع بوينغ 747 ، وبلغت التكلفة الشاملة للمشروع 4 ملايين دينار بحريني في ذلك الوقت الذي كان دخل البحرين القومي لا يتجاوز 13 مليون دينار بحريني وهو مبلغ كبير جداً حينها. ولكن كان استثماراً ناجحاً ، فقد زاد دخل البلد من هذا المرفق المهم، فقد بدأت شركات الطيران العالمية في استخدام مطار البحرين كمركز توقف وعبور رئيسي للبوينغ 747 بصورة يومية في رحلات بين أوروبا وآسيا وأستراليا، فقد شغلت كل من الخطوط الجوية الاسترالية المعروفة باسم الكونتاس، الخطوط الجوية البريطانية ، الخطوط الجوية الهندية، والخطوط الجوية السنغافورية وغيرها من الشركات عبر البحرين. لسوء الحظ كل الناقلين أرادوا جعل توقفات عبورهم في نفس الوقت تقريباً، ولصغر مساحة المطار الاستيعابية مع هذه الطفرة حتى بوسائل المطار الموسعة الجديدة، يصعب توفير مواقف للعدد الكبير من الطائرات التي تهبط في نفس الفترة، مما كان يجبر الطائرات على الانتطار للحصول على موقف لها، ولهذا الغرض تم توسعة مبنى المسافرين وزيادة عدد مواقف الطائرات، مرة أخرى في أقل من خمس سنوات وأكملت في 1976 .
في عام 1976 استقبل مطار البحرين حدثاً مهماً جداً وهو بدء تشغيل رحلات منتظمة بين البحرين ولندن على طائرة الكونكورد الأسرع من الصوت التابعة للخطوط الجوية البريطانية، وهو المطار الأول والوحيد الذي كان يستقبل هذا النوع من الطائرات في الشرق الأوسط. بدأت شركة طيران الخليج في عام 1976 توسيع شبكة خدماتها، فقد تسلمت الشركة أول طائرة من الحجم الكبير من نوع ترايستار لوكهيد بثلاثة محركات نفاثة تسع لعدد 300 مسافر تقريباً، وهي نقطة تحول في طيران الخليج، حيث تحولت من شركة طيران إقليمية محلية إلى شركة طيران عالمية، مما عزز من مكانة مطار البحرين الدولي كمحور أساسي لعملياتها.
التوسع التدريجي الآخر لوسائل المطار حدث في أوائل الثمانينات كمقدمة للتوسع الرئيسي وبرنامج التجديد الذي أكمل في مارس 1994 بكلفة قدرها 100 مليون دولار، وتم تدشين التوسع الأكثر أهمية في 1994 تحت رعاية سمو رئيس الوزراء، مع هذه التوسعة أصبحت السعة الإستيعابية لمطار البحرين الدولي تصل إلى 10 ملايين مسافر في السنة، وأصبح عدد مواقف الطائرات 46 موقفاً.
البحرين كلمة عربية تعني حرفياً البحرين ويعتقد أنها سميت بهذا الاسم بسبب وجود مصدرين للماء من الينابيع العذبة وسط ماء البحر المالح. والسبب الآخر يرجع إلى وجود المياه الشمالية والجنوبية للخليج والتي تفصل البحرين عن السواحل الإيرانية والعربية.
ولمملكة البحرين تراث بحري عريق وطويل بالإضافة إلى تقاليد بحرية غنية تعود إلى عام 1345م حيث ورد اسمها في العديد من النصوص الإسلامية. وقد كانت البحرين مركزاً تجارياً عريقاً لمنطقة الخليج العربي حيث مثلت تجارة اللؤلؤ السلعة التصديرية الرئيسية واشتهرت في صناعة صيد السمك وصناعة واصلاح السفن وهو ما ساهم في تعزيز ودعم اقتصاد البحرين.
وبعد اكتشاف النفط في عام 1932م، بدأت البحرين تتطور كمركز تجاري ومالي وهو ما استوجب القيام بعملية تطوير شاملة لبنيتها البحرية الأساسية والعمل على حفر قنوات الوصول وذلك من أجل السماح بدخول السفن الكبيرة والذي تم في عام 1954م.
وتبع ذلك في عام 1956م عملية تحديث المرافق والتي كانت في ذلك الوقت تضم ميناء المنامة وميناء سلمان. وبعد ان اكتمل انشاء رصيف عميق أصبح بالإمكان القيام بعمليات التعبئة والتفريغ للبضائع مباشرة من السفن وذلك لأول مرة في البحرين.
وقد قامت حكومة البحرين بالاستثمار في تطوير وتحديث بنيتها البحرية الأساسية طوال عقد السبعينات وذلك من خلال توسعة مرافق البلاد وزيادة القدرة الاستيعابية وذلك لمواكبة الحجم المتزايد من التجارة البحرية التي تشهدها البحرين. خلال تلك الفترة أصبح ميناء سلمان الميناء الرئيسي لمملكة البحرين لمدة تزيد على 50 سنة.
وان المستويات العالية من الإنتاجية، بالإضافة إلى الإجراءات الجمركية المنظمة والسهلة، جعلت ميناء سلمان الميناء المفضل لخطوط السفن الدولية التي ترسو في المنطقة. وفي شهر أبريل عام 2009م قامت البحرين بتدشين ميناء خليفة بن سلمان والذي ساهم في زيادة القدرة الاستيعابية للبحرين - والتي كانت في السابق ميزة يتمتع بها ميناء سلمان – كما ساعد في احتفاظ الميناء بلقب الميناء المفضل في المنطقة والاستفادة من موقعه الإستراتيجي وخطوط الربط الأرضية المباشرة لأراضي المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس الخليج.
يعود تاريخ البريد في البحرين إلى عام 1884 مع افتتاح أول مكتب بريد في المنامة، تبع ذلك افتتاح المكتب الثاني في المحرق بعد 62 عامًا.
في البداية كانت تستعمل طوابع يستدل على أنها صادرة من البحرين من خلال الختم (BAHRAIN) الذي كان يبين على الطوابع وذلك حتى العام 1933 استعملت طوابع طبع عليها اسم البحرين.
ولفترة وجيزة أدارت الحكومة الباكستانية في كراشي مكتب بريد البحرين في خريف عام 1947، ثم تولى مكتب (بريد إنجلترا) هذه المسئولية في عام 1948. وفي ذلك الوقت كانت تكلفة الطوابع البريدية 5 روبيات ، ثم أصدرت طوابع بريدية تكلفتها 10 روبيات في يوليو من العام نفسه.
أصدرت في عام 1953 أول مجموعة من طوابع البحرين المحلية من فئة آنة ونصف التي كانت تحمل صورة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين، وكان الغرض من صدور هذه الطوابع هو استعمالها في التخليص على البريد الداخلي غير أنها استخدمت أيضا كتعريفات للبريد الدولي. وقد كانت هذه الطوابع هي الخطوة الأولي نحو استلام البحرين للخدمات البريدية من بريطانيا بشكل كامل.
صدرت مجموعة جديدة من الطوابع في أوائل الستينيات وبالتحديد بتاريخ 24 مايو 1960 ، والتي استبدلت الطوابع المطبوع فوقها كلمة البحرين وتلك التي كانت تحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية .
في عام 1973 انضمت البحرين للإتحاد البريدي العالمي بعد قبول البحرين عضوا في الأمم المتحدة عند استقلالها ، ويعد الاتحاد المنظمة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والتي تنسق استراتيجيات البريد بين الدول الأعضاء. وفي المرحلة التي سبقت ذلك كانت البحرين عضوة في الاتحاد البريدي العربي و العضو المؤسس في هيئة بريد الخليج.
وخلال عهد سمو صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البلاد طيب الله ثراه شهد قطاع البريد و شبكة مكاتب البريد الكثير من التطورات، حيث بدأت بإطلاق خدمات إضافية و ذلك من أجل توفير أقصى قدر من الراحة للأفراد والأعمال.
خط زمني لأهم المنجزات
السنة | أهم الأحداث |
---|---|
1884 | افتتاح أول مكتب بريد في المنامة تحت إدارة بريد الهند |
1933 | إصدار أول طوابع بريدية تحمل موشحة باسم البحرين |
1946 | افتتاح ثاني مكتب بريد في المحرق |
1948 | مكتب (بريد إنجلترا) يتولى مسئولية إدارة الخدمات البريدية والعمليات و يصدر طوابع تحمل اسم البحرين. |
1950 | افتتاح مكتب بريد مستقل لشركة بابكو في عوالي |
1953 | إصدار أول مجموعة طوابع بريدية من فئة آنة ونصف تحمل صورة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين |
1966 | البحرين تتولى مسئولية إدارة الخدمات والعمليات البريدية |
1973 | البحرين تصبح عضوة في اتحاد البريد العالمي |
1977 | البحرين تصبح عضوة في هيئة بريد الخليج |
1986 | لبحرين تصبح عضوة في الاتحاد البريدي العربي وعضو مؤسس في هيئة بريد الخليج ( Gulf Postal Organisation) . |
2002 | إصدار أول مجموعة طوابع بريدية طبع عليها "مملكة البحرين" |
2005 | تطوير بريد البحرين، وإطلاقه تحت شعار و علامة تجارية جديدة |
Last Updated Date: 06-01-2025